السيد رئيس المجلس
السادة الزملاء و الزميلات,
منذ أكثر من عشرة أيام و تتعرض جمهورية أرتساخ – كاراباخ الأرمنية و حتى أرمينيا , لعدوان شرس من قبل أذربيجان وتركيا و بدعم عسكري مطلق من إسرائيل.
عدوان أخذ مدى حرب واسعة جواً , براً و بصواريخ ثقيلة . حرب ما تزال مستمرة و تتطور رغم مناشدات معظم دول العالم , بما فيهم الدول الكبرى, لوقف العمليات العسكرية و العودة إلى الحوار , عدا تركيا الاردوغانية الطورانية التي تصّر على مواصلة الحرب انطلاقاً من مطامعها القديمة المتجددة ضد العديد من الشعوب و الدول و بالأخص معاداتها التاريخية للشعب الأرمني من ارتكابها مجازر إبادة المليون و نصف و التهجير القسري للشعب باقتلاعهم من أراضيهم التاريخية في مطلع القرن العشرين و الاستيلاء على ممتلكاتهم. و لا تختلف سياسة تركيا اليوم عما قبل , أي بعد مضي أكثر من قرن, استمرار لذات النهج.
أما على صعيد الساحة السياسية الدولية , فهي محاولة من تركيا لفرض حضورها كقوة عسكرية و سياسية مهيمنة, لتحسب لها الحساب . تشعل الفتن و الصراعات لتتدخل بعدئذٍ و تفرض ذاتها كطرف وسيط أو فاعل خير في لقاءات و مؤتمرات حل النزاعات . كتدخله في سوريا , ليبيا, عراق, اليونان و القبرص و اليوم في أرتساخ الأرمنية كذلك.
لقد نقلت تركيا أكثر من 4500 من مرتزقته من سوريا إلى أذربيجان للاشتراك في الحرب ضد الأرمن , مع دفع بعض من وسائل الإعلام المأجورة للحديث بأن السوريون يشاركون في الحرب ضد الأرمن.
فحرصا لعدم إطالة مداخلتي بالدخول في تفاصيل المجريات أطالب
أولاً- إدانة تركيا لتماديها و تدخلها السافر في شؤون الدول و الأحداث الجارية في المنطقة.
ثانياً- إدانة تركيا و أذربيجان و الدعم الإسرائيلي لهما لمسؤوليتهم في إشعال لهيب النار هذه و التي لم ترحم المناطق السكنية الآمنة حتى المشافي و دور العبادة , مستهدفاً تهجير سكان الإقليم الأصليين.
ثالثاً- التوضيح و التصحيح عن طريق إعلامنا الداخلي و الخارجي عما قيل / اشتراك المقاتلين السوريين في الحرب ضد الأرمن / . إن هؤولاء هم من قتلو و قاتلوا السوريين قبل الأرمن و ارتكبوا أبشع الجرائم بحق الشعب السوري.
رابعاً- وضع الاعتراف بجمهورية أرتساخ جمهورية مستقلة في جدول أعمالنا القادمة.

و اليوم وقوف الجيش الأرمني في ضد هذا العدوان الغاشم ليس إلا ما قاله الرئيس الخالد بطل التشرينين حافظ الأسد في كلمته في حرب تشرين .-
( لسنا هاة قتل و تدمير,و إنما نحن ندفع عن أنفسنا القتل و التدمير.
لسنا معتدين, و لم نكن قط معتدين, ولكننا كنا و ما نزال ندفع العدوان عن أنفسنا.
نحن لا نريد الموت لأحد بل ندفع الموت عن شعبنا. إننا نعشق الحرية و نريدها لنا و لغيرنا ).
و بمناسبة احتفالنا يوم أمس بذكرى حرب تشرين المجيدة, أرفع التحية و ألف تحية لبواسل جيشنا البطل و قائده المفدى السيد الرئيس دز بشار الأسد. و الخلود لذكرى صانع انتصارات التشرين , بل التشرينين, القائد التاريخي الخالد حافظ الأسد طيب الله له ثراه.