المحامي رامي خوري: سنعلم أولادنا وأحفادنا جميعهم ذلك وسنعلمهم أيضاً بأن هذا الغول التركي أصبح له قرين هو المسخ الاسرائيلي يستهدفان بهمجيتهما وحقدهما وجود كل من الشعبين العريقين وحضارتهما
عندما ننسى الماضي ولا نجيد قراءة التاريخ كما يجب، يهزنا الحاضر بقوة ليعيدنا إلى الذاكرة الحقيقية، لكن هذا التذكير لا يكون إلا بقسوة وبثمن غال نسدده بقرابين من أرواحنا و دمائنا و سعادتنا كما هي حالنا اليوم.
نعم… عندما ننسى بأنه على مر العصور لم يوجد شعبين أقرب إلى ومن بعضهما كما الشعبين السوري والأرمني وما يتمتعان به من تاريخ مشرف وحضاري وثقافي وإنساني، سمته العطاء للشعوب. وعندما ننسى ما يجمعهما من تاريخ مشترك منذ قرون عديدة وحتى سابقة لمجازر الإبادة التي هي ذاتها جمعتهما في مصير واحد، عندما استهدف وجودهما الغول التركي بوحشيته وبربريته التي هي أصله و جذره وثقافته في كل الأزمنة وفي كل الأشكال التي يظهر بها سواء كان فاتحاً (كما يزعم) أو عثمانياً أو علمانياً أو كما هو الآن إخوانياً. وهو قد سبق ذلك بمئات السنين باحتلال وطنينا ولا يزال إلى الآن يلوث جزءاً كبيراً من أراضي كلينا باسمه الذي يقترن به معنى العار.
نعم عندما ننسى كل ذلك يأتي الحاضر ويدفعنا إلى ذات البؤس والآلام التي لاقاها أجدادنا على يد هذا الغول حتى نتعلم و نتيقن بأن (الغيلان لا تلد الحملان).
نعم تذكرنا وعشنا بؤس الأجداد والآباء ولكننا أيضاً تذكرنا وعشنا بأسهم و صمودهم وتضحياتهم، وسنذكر درب العزة والبناء التي خطوها وسنتابع المسير فيها، وسنتمسك بروحنا الحضارية التي ولدت مذ ولد التاريخ، وسنعلم أولادنا وأحفادنا جميعهم ذلك وسنعلمهم أيضاً بأن هذا الغول التركي أصبح له قرين هو المسخ الاسرائيلي يستهدفان بهمجيتهما وحقدهما وجود كل من الشعبين العريقين وحضارتهما، وسنعلمهم أيضاً مثلنا وقيمنا التي تجلت في أسمى معاني الرجولة والإباء والعزة والحرية والقوة والفداء التي تجمعنا، وبأننا شعبي نور ونار: (نور محبة لكل مسالم ونار حرب لكل معاد).
وسنزرع فيهم إيماننا ويقيننا بذاتنا.
تحيا سوريا وتحيا الإخوة واللحمة والحضارة السورية والأرمينية.

المحامي رامي خوري
ناظر الإذاعة في الحزب السوري القومي الاجتماعي
حلب ٢٥ تشرين الأول ٢٠٢٠