بدأت حرب أرمينيا وأذربيجان بعد الثورة الروسية وكانت هذه الحرب على شكل سلسلة وحشية من الهجمات بين عام ١٩١٨، ثم توقفت وعادت ما بين ١٩٢٠-١٩٢٢ أي بعد فترة قصيرة من استقلال أرمينيا. حيث كان التدخل العثماني والبريطاني بشكل غير مباشر آنذاك، ثم غادر العثمانيون بعد هدنة مودروس. أما بريطانيا استمرت حتى عام ١٩٢٠ وحينها توسعت الحرب حتى شملت مرتفعات كاراباخ.
و شراهة الأتراك وطبعهم العدواني دفعت تركيا للهجوم على الأراضي السورية بدعم صهيوني امريكي الذي شكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي. والآن عادت الحرب وأعلنت تركيا دعمها لأذربيجان وتعهد أردوغان بالدعم العسكري وحذرت فرنسا تركيا من خطورة نشر الإرهابيين المرتزقة المستقدمين من سورية على خطوط المواجهة في أرتساخ ودعا النواب الفرنسيون حكومة بلادهم إلى الاعتراف بجمهورية أرتساخ الاسم الأرمني لإقليم ناغورني كاراباخ. ويجب أن نؤكد بأن معظم سكان أرتساخ أغلبية أرمنية بنسبة ٨٠% وتحظى بدعم أرمينيا المجاورة.
إن الحرب هدفها الوصول إلى أرمينيا وبدعم تركي. إن الهمجية التركية المتمثلة بأطماع أردوغان العثماني نقلت الصراع من منطقة إلى أخرى بهدف نشر الفوضى العسكرية والسياسية لتحقيق أطماع معينة في كل مكان. وهنا لا بد أن نستذكر الإبادة الجماعية للأرمن وهي جريمة كبرى تشير إلى القتل المتعمد والمنهجي للسكان الأرمن من قبل العثمانيين خلال وبعد الحرب العالمية الأولى. وقد تم تنفيذ مجازر وترحيل قسري وتظل ذكرى المجازرعار على ضمير الإنسانية وأن الدماء التي سالت زرعتكم بذور قمح العطاء والنضال في أصقاع الأرض، بينما الأتراك هم وصمة عار على سجلات التاريخ. وأن شهداء الإبادة الجماعية صورة عن الشرق الجريح وهم قصة الجريمة الباقية من دون عقاب والحق الضائع على مر الزمن.
تحية للشعب الأرمني الذي إن التقى اثنان منهم في أي مكان من العالم يخلقون أرمينيا جديدة.
ونحن في سورية مع إخواننا الأرمن نؤكد بأنهم جزء لا يتجزأ من النسيج السوري.
السلام والرحمة للشهداء الذين ارتقوا من الشعب الأرمني. والسلام والرحمة لشهداء الجيش العربي السوري والقوات الرديفة والحليفة والشفاء العاجل لجرحاكم وجرحانا.
وفي الختام تمنياتنا بأن يعم الأمن والأمان والسلام حياة المواطن السوري والأرمني. وتحية لسيد الوطن السيد الرئيس بشارالاسد.

ثناء فخر الدين – عضو مجلس الشعب السوري
حلب ٢٥ تشرين الأول ٢٠٢٠