قال الكاتب الأرمني غازاروس أغايان: الأرض التي لا تحرث لا تنتج سوى أعشاب ضارة، أما الأرض المحروثة والمعتنى بها تكون صالحة و تزينها غلالها الخصبة.
العمل هو الأمل ، العمل يعطي غاية للحياة ومعنى للإنسان ويعتبر فسحة يحلق الشباب من خلاله ويحقق طموحاته.
فالعمل بشكل عام والعمل المنتج بشكل خاص هو الرابط الأساسي بين الإنسان وأرضه ووطنه ومجتمعه.

تبذل الجمعيات الخيرية قصارى جهدها لحث الشباب على العمل ليس فقط من خلال تقديم التسهيلات ومساعدة المحتاجين بل من خلال تشجيعهم على تطوير أعمالهم ومشاريعهم.
هذا الهدف السامي والهادف إلى إثراء أرض حلب المتعافية تدريجياً من آثار الحرب بثمار العمل المنتج تسعى إليه أيضاً مبادرة المشاريع الصغيرة بمكرمة من السيد رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار الأسد.

كان لجمعية الصليب لإعانة الأرمن الشرف بأنها إحدى الجهات التي أخذت على عاتقها مهمة تشجيع هذه المشاريع إذ دعت الجمعية أصحاب المحلات المتضررة والمدمرة جراء الحرب على وجه الخصوص إلى تقديم طلبات للحصول على الدعم المالي لمعاودة أعمالهم من جديد والمُساهمة في عودة الحياة الاقتصادية في مدينة حلب.

توجه أكثر من ثلاثمائة شخص إلى مركز قبول الطلبات. فيما بعد قامت اللجنة الخاصة بالمشاريع الصغيرة بتسليم المبالغ المالية للمتقدمين الذين عادوا لمنشآتهم وباشروا بالعمل فيها.

وتتم بصورة مُستمرة مُتابعة سير أعمال المشاريع الصغيرة والجمعيات الخيرية من قِبَل مُمثل الرئاسة، حيث تمّ بتاريخ 6 تموز 2020 زيارةً المركز الصحي التابع لجمعية الصليب لإعانة الأرمن الذي أُعيد ترميمه حديثاً بدعم ومساهمة كريمة من السيد الرئيس بشار الأسد بعد أن كان مدمراً بالكامل أثر تعرضه لقذائف التنظيمات الإرهابية المسلحة طيلة سنوات الحرب. حيث قام أعضاء المركز بشرح مفصل عن حيثيات الترميم وإعادة الإعمار، كما أكدت السيدات عضوات الجمعية أنه سيتم الافتتاح الرسمي للمركز في القريب العاجل الذي سيعود لتقديم الخدمات الصحية والاجتماعية للسكان المحليين.
وتم خلال اللقاء بأعضاء الجمعية للمشاريع الصغيرة بحث السبل والإجراءات المتخذة لإنجاح المشاريع والوصول بهم إلى الهدف المرجو.

عقب اللقاء زار ممثل الرئاسة بعض الحرفيين الذين عادوا إلى أعمالهم بفضل الدعم المُقدّم، حيث تمّ الاطلاع عن قرب على طبيعة أعمالهم ومدى الاستفادة من الدعم للانطلاق بالمشاريع، وذلك بعد انقطاع العمل خلال سنوات الحرب .
عاد حرفيّو حي الميدان الى العمل وبدأت المحلات تستعيد نشاطها وتعج بزبائنها.

فيما بعد زار ممثل الرئاسة دار الأيتام بأجواء عائلية دافئة وبحضور نيافة المطران ماسيس زوبويان مطران أبرشية الأرمن الأرثوذكس في حلب وتوابعها وهيئة جمعية الصليب واللجنة المسؤولة عن الدار الذين عبروا عن شكرهم وامتنانهم لهذه الزيارة.

بدوره تحدث المطران زوبويان عن الأعمال الخيرية التي قامت بها الجمعيات الأرمنية في حلب وعن الجهود التي تبذلها للتغلب على المصاعب التي تواجهها البلاد، وأعرب المطران زوبويان عن شكره وامتنانه للسيد الرئيس بشار الأسد على رعايته الدائمة وعن كل ما يقدمه من دعم ومساعدة لأبناء بلده مشدداً أن الجمعيات الخيرية تبذل قصارى جهدها لتشارك بأعمال إعادة الأعمار وتزرع الأمل في نفوس أبناء الوطن.

بعد ذلك اطلع الحضور على استمرار دراسة العديد من المشاريع الهادفة إلى حث الناس على العمل الدؤوب الذي سيجعلنا ننتصر على الحرب وعلى الوباء وعلى المصاعب الناتجة عن الحصار الاقتصادي.